هجرة العقول من الوطن العربي: أسبابها ونتائجها وحلولها
هجرة العقول هي ظاهرة تتمثل في هجرة الأشخاص المتميزين والمؤهلين والمبدعين من بلدانهم الأصلية إلى بلدان أخرى توفر لهم فرصاً أفضل للعمل والتعليم والبحث والحياة. هذه الظاهرة ليست جديدة، فقد شهدت العالم موجات متعددة من هجرة العقول عبر التاريخ، خاصة في القرن العشرين والحادي والعشرين. ومن بين البلدان التي تعاني من هجرة العقول، تبرز الدول العربية، التي تشهد تدفقاً مستمراً للعقول العربية إلى أميركا وأوروبا ودول أخرى في العالم.
فما هي أسباب هجرة العقول من الوطن العربي؟ وما هي نتائجها على الدول العربية والدول المستقبلة للعقول العربية؟ وما هي الحلول الممكنة لمواجهة هذه الظاهرة؟ هذه هي الأسئلة التي سنحاول الإجابة عليها في هذه المقالة.
أسباب هجرة العقول من الوطن العربي
هناك العديد من العوامل التي تدفع العقول العربية إلى الهجرة من بلدانهم الأصلية إلى بلدان أخرى. ويمكن تصنيف هذه العوامل إلى ثلاثة أنواع رئيسية: عوامل سياسية، وعوامل اقتصادية، وعوامل اجتماعية.
العوامل السياسية
العوامل السياسية تتعلق بالوضع السياسي والأمني والقانوني في الدول العربية. ومن بين هذه العوامل:
- عدم الاستقرار السياسي والأمني في بعض الدول العربية، خاصة بعد الثورات والحروب والنزاعات التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة. هذا يؤدي إلى خلق بيئة غير ملائمة للعمل والبحث والابتكار، ويزيد من مخاطر العنف والاضطهاد والاعتقال والتعذيب والقتل للعقول العربية، خاصة تلك التي تنتقد النظام السياسي أو تطالب بالتغيير أو تشارك في الحراك الشعبي.
- عدم الديمقراطية والحرية والعدالة في الدول العربية، حيث تسود الأنظمة السلطوية والفساد والمحسوبية والتمييز والقمع والرقابة والتضييق على حقوق الإنسان والمواطنة والتعبير والتنظيم والتجمع والتعليم والبحث. هذا يحرم العقول العربية من المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية في بلدانهم، ويحد من إمكانياتهم وطموحاتهم وإبداعاتهم، ويجعلهم يشعرون بالإحباط والاستياء والاستغناء عن بلدانهم.
- عدم توفر الفرص والمنح والدعم للعقول العربية في الدول العربية، حيث تعاني الدول العربية من نقص في التمويل والتجهيز والتدريب والتشجيع للعمل العلمي والبحثي والابتكاري. هذا يجعل العقول العربية تواجه صعوبات وعقبات في ممارسة مهنهم وتطوير مهاراتهم وتحقيق إنجازاتهم، ويدفعهم إلى البحث عن فرص أفضل في الدول الأخرى التي تقدم لهم مزايا وحوافز وامتيازات أكبر.
العوامل الاقتصادية
العوامل الاقتصادية تتعلق بالوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي في الدول العربية. ومن بين هذه العوامل:
- الفقر والبطالة والتضخم والديون والعجز في الميزانية والتبعية والتخلف في الدول العربية، حيث تعاني الدول العربية من مشاكل اقتصادية خانقة، تؤثر سلباً على مستوى المعيشة والرفاهية والتنمية والازدهار في المنطقة. هذا يجعل العقول العربية تعيش في ظروف صعبة ومحدودة، وتواجه تحديات ومخاطر في تأمين احتياجاتهم الأساسية والمتقدمة.
- الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين الدول العربية والدول الأخرى، حيث تتفوق الدول الأخرى على الدول العربية في مؤشرات التنمية البشرية والتنافسية والابتكار والتكنولوجيا والصحة والتعليم والثقافة والرياضة والفنون. هذا يجعل العقول العربية تشعر بالتخلف والنقص والحاجة إلى الانتقال إلى بيئات أكثر تقدماً وتطوراً وتنوعاً وحيوية، حيث يمكنهم الاستفادة من الموارد والخدمات والفرص والتحديات والتجارب والتعلم والتبادل والتعاون والاعتراف والتقدير.
- الرواتب والمكافآت والحوافز المنخفضة للعقول العربية في الدول العربية، حيث تعاني الدول العربية من نظام راتبي غير عادل وغير محفز للعمل الجاد والمتميز والمبدع. هذا يجعل العقول العربية تشعر بالظلم والاستغلال والاستهانة بقيمة عملهم وجهودهم وإنجازاتهم، ويدفعهم إلى البحث عن وظائف أفضل وأعلى أجراً وأكثر احتراماً وتقديراً في الدول الأخرى التي تمنحهم مزايا وامتيازات أكبر.
العوامل الاجتماعية
العوامل الاجتماعية تتعلق بالوضع الاجتماعي والثقافي والنفسي والعاطفي في الدول العربية. ومن بين هذه العوامل:
- الضغوط والتوقعات والمسؤوليات الاجتماعية والعائلية والدينية التي تفرض على العقول العربية في الدول العربية، حيث تعاني الدول العربية من مجتمعات محافظة وتقليدية ومتحجرة، تحكم سلوكيات ومعتقدات وخيارات العقول العربية بمقاييس وقيم وعادات وتعاليم ثابتة وغير مرنة. هذا يجعل العقول العربية تشعر بالقيود والقهر والخوف والذنب والعار، ويحرمهم من حرية التفكير والتعبير والاختيار والتغيير، ويدفعهم إلى البحث عن مجتمعات أكثر انفتاحاً وتقبلاً وتسامحاً وتنوعاً وحرية.
- العزلة والوحدة والغربة والحنين والشوق التي تصاحب العقول العربية في الدول العربية، حيث تعاني الدول العربية من نقص في التواصل والتفاعل والتكامل والتعاطف والتضامن بين العقول العربية وبينها وبين المجتمعات التي تعيش فيها. هذا يجعل العقول العربية تشعر بالوحدة والغربة والحنين والشوق إلى الأوطان والأهل والأصدقاء والثقافة واللغة والتاريخ والهوية التي تربطهم بالوطن العربي، ويدفعهم إلى البحث عن مجتمعات أكثر تواصلاً وتفاعلاً وتكاملاً وتعاطفاً وتضامناً معهم ومع طموحاتهم وإبداعاتهم.
نتائج هجرة العقول على الدول العربية والدول المستقبلة للعقول العربية
هجرة العقول من الوطن العربي لها نتائج متباينة على الدول العربية والدول المستقبلة للعقول العربية. ويمكن تصنيف هذه النتائج إلى ثلاثة أنواع رئيسية: نتائج اقتصادية، ونتائج اجتماعية، ونتائج ثقافية.
النتائج الاقتصادية
النتائج الاقتصادية تتعلق بالتأثير الاقتصادي والمالي والتنموي لهجرة العقول على الدول العربية والدول المستقبلة للعقول العربية. ومن بين هذه النتائج:
- خسارة الدول العربية للموارد البشرية القيمة والمؤهلة والمبدعة التي تمثل رأس المال الفكري والعلمي والابتكاري للدول العربية، والتي تلعب دوراً حاسماً في تحقيق التنمية والازدهار والتقدم والتنافسية للدول العربية. هذا يؤدي إلى تراجع مستوى الإنتاجية والجودة والكفاءة في القطاعات الاقتصادية والصناعية والزراعية والخدمية والتعليمية والصحية والبحثية والتكنولوجية في الدول العربية، ويزيد من الفجوة الاقتصادية والتنموية بين الدول العربية والدول الأخرى.
- اكتساب الدول المستقبلة للعقول العربية للموارد البشرية القيمة والمؤهلة والمبدعة التي تمثل رأس المال الفكري والعلمي والابتكاري للدول المستقبلة للعقول العربية، والتي تلعب دوراً حاسماً في تحقيق التنمية والازدهار والتقدم والتنافسية للدول المستقبلة للعقول العربية. هذا يؤدي إلى زيادة مستوى الإنتاجية والجودة والكفاءة في القطاعات الاقتصادية والصناعية والزراعية والخدمية والتعليمية والصحية والبحثية والتكنولوجية في الدول المستقبلة للعقول العربية، ويقلل من الفجوة الاقتصادية والتنموية بين الدول المستقبلة للعقول العربية والدول الأخرى.
النتائج الاجتماعية
النتائج الاجتماعية تتعلق بالتأثير الاجتماعي والنفسي والعاطفي لهجرة العقول على العقول العربية نفسها وعلى المجتمعات التي تتركها والتي تنتقل إليها. ومن بين هذه النتائج:
- تغيير الهوية والانتماء والولاء للعقول العربية التي تهاجر من الوطن العربي، حيث تتأثر العقول العربية بالثقافة والقيم والمعتقدات والعادات واللغة والتاريخ والسياسة والدين والعلاقات الاجتماعية للمجتمعات التي تنتقل إليها. هذا يجعل العقول العربية تشعر بالتبعية والتأقلم والتكيف والتعلم والتغيير والتطور والتنوع والتعدد والتكامل والتفاعل والتبادل والتعاون والتنافس مع المجتمعات التي تنتقل إليها، ويؤثر على هويتهم وانتمائهم وولائهم للوطن العربي وللمجتمعات التي تركوها.
- فقدان الاتصال والتواصل والتفاعل والتكامل والتعاطف والتضامن مع المجتمعات التي تتركها العقول العربية، حيث تتقطع العقول العربية عن الأوطان والأهل والأصدقاء والثقافة واللغة والتاريخ والهوية التي تربطهم بالوطن العربي. هذا يجعل العقول العربية تشعر بالعزلة والوحدة والغربة والحنين والشوق إلى الأوطان والأهل والأصدقاء والثقافة واللغة والتاريخ والهوية التي تركوها، ويحرمهم من الدعم والمساندة والمشورة والمحبة والاحترام والتقدير من المجتمعات التي تركوها.
- مواجهة التحديات والصعوبات والمخاطر والفرص والمزايا والعيوب والمسؤوليات والحقوق والواجبات في المجتمعات التي تنتقل إليها العقول العربية، حيث تتعرض العقول العربية لظروف ومتغيرات ومتطلبات ومعايير وقوانين وسياسات وعلاقات جديدة ومختلفة في المجتمعات التي تنتقل إليها. هذا يجعل العقول العربية تشعر بالتحدي والصعوبة والمخاطرة والفرصة والمزايا والعيوب والمسؤولية والحق والواجب في المجتمعات التي تنتقل إليها، ويؤثر على حياتهم وعملهم وبحثهم وابتكارهم وتعليمهم وصحتهم وثقافتهم ونفسيتهم وعاطفتهم في المجتمعات التي تنتقل إليها.
النتائج الثقافية
النتائج الثقافية تتعلق بالتأثير الثقافي والعلمي والفني والإبداعي لهجرة العقول على الثقافة العربية والثقافات الأخرى. ومن بين هذه النتائج:
- تفقد الثقافة العربية للمساهمات والإنجازات والابتكارات والاكتشافات والاختراعات والمؤلفات والأعمال والفنون والرياضات والجوائز والشهرة والتأثير التي تقدمها العقول العربية للثقافة العربية، والتي تعكس تاريخها وهويتها وتراثها وقيمها ومعتقداتها وعاداتها ولغتها ودينها وجمالها وروحها. هذا يؤدي إلى تراجع مستوى الثقافة العربية وتنوعها وتطورها وتنافسيتها وانتشارها وتقديرها في العالم، ويزيد من الفجوة الثقافية والعلمية والفنية والإبداعية بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى.
- تستفيد الثقافات الأخرى من المساهمات والإنجازات والابتكارات والاكتشافات والاختراعات والمؤلفات والأعمال والفنون والرياضات والجوائز والشهرة والتأثير التي تقدمها العقول العربية للثقافات الأخرى، والتي تعكس تنوعها وتطورها وتكاملها وتعاونها وتبادلها وتنافسها وتقديرها في العالم. هذا يؤدي إلى زيادة مستوى الثقافات الأخرى وتنوعها وتطورها وتنافسيتها وانتشارها وتقديرها في العالم، ويقلل من الفجوة الثقافية والعلمية والفنية والإبداعية بين الثقافات الأخرى والثقافة العربية.
الحلول الممكنة لمواجهة هجرة العقول من الوطن العربي
هجرة العقول من الوطن العربي هي ظاهرة معقدة ومتعددة الأبعاد والجوانب، ولها أسبابها ونتائجها وتحدياتها وفرصها. لذلك، لا يمكن مواجهتها بحلول بسيطة وسريعة وموحدة، بل يجب مواجهتها بحلول شاملة ومتكاملة ومنسقة ومستدامة ومرنة ومتنوعة ومتوازنة، تأخذ في الاعتبار الواقع والظروف والمصالح والمسؤوليات والمصالح والحقوق والواجبات للعقول العربية والدول العربية والدول المستقبلة للعقول العربية.
ومن بين الحلول الممكنة لمواجهة هجرة العقول من الوطن العربي، يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع رئيسية: حلول سياسية، وحلول اقتصادية، وحلول اجتماعية.
الحلول السياسية
الحلول السياسية تتعلق بتحسين الوضع السياسي والأمني والقانوني في الدول العربية، وتوفير بيئة ملائمة وآمنة وعادلة وحرة وديمقراطية للعقول العربية. ومن بين هذه الحلول:
- تحقيق الاستقرار السياسي والأمني في الدول العربية، وإنهاء الثورات والحروب والنزاعات والعنف والاضطهاد والاعتقال والتعذيب والقتل التي تهدد حياة وسلامة وأمن وحرية العقول العربية، وتعطل عملهم وبحثهم وابتكارهم.
- تعزيز الديمقراطية والحرية والعدالة في الدول العربية، وإصلاح الأنظمة السلطوية والفاسدة والمحسوبية والتمييزية والقمعية والرقابية والتضييقية التي تحكم الدول العربية، وتحمي حقوق الإنسان والمواطنة والتعبير والتنظيم والتجمع والتعليم والبحث للعقول العربية، وتشجعهم على المشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية في بلدانهم.
- توفير الفرص والمنح والدعم للعقول العربية في الدول العربية، وزيادة التمويل والتجهيز والتدريب والتشجيع للعمل العلمي والبحثي والابتكاري في الدول العربية، وتحسين الظروف والمتغيرات والمتطلبات والمعايير والقوانين والسياسات والعلاقات التي تؤثر على ممارسة مهنهم وتطوير مهاراتهم وتحقيق إنجازاتهم في الدول العربية.
الحلول الاقتصادية
الحلول الاقتصادية تتعلق بتحسين الوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي في الدول العربية، وتوفير فرص وظيفية وتعليمية وبحثية وابتكارية ومالية ومعيشية للعقول العربية. ومن بين هذه الحلول:
- مكافحة الفقر والبطالة والتضخم والديون والعجز في الميزانية والتبعية والتخلف في الدول العربية، وإصلاح السياسات والقوانين والمؤسسات والمنظمات والبرامج والمشاريع والشراكات والاتفاقيات الاقتصادية والمالية والتجارية والاستثمارية والتنموية التي تحكم الدول العربية، وتحمي مصالحها ومواردها وثرواتها وإمكانياتها وطموحاتها وإنجازاتها الاقتصادية والمالية والتنموية.
- زيادة الرواتب والمكافآت والحوافز للعقول العربية في الدول العربية، وإنشاء نظام راتبي عادل ومحفز ومشجع للعمل الجاد والمتميز والمبدع في الدول العربية، وتحسين الظروف والمتغيرات والمتطلبات والمعايير والقوانين والسياسات والعلاقات التي تؤثر على مستوى الدخل والمعيشة والرفاهية والتنمية والازدهار للعقول العربية في الدول العربية.
- تقليص الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين الدول العربية والدول الأخرى، وزيادة التعاون والتكامل والتبادل والتنافس والتقدير والاحترام بين الدول العربية والدول الأخرى في المجالات الاقتصادية والمالية والتجارية والاستثمارية والتنموية، وتحسين الظروف والمتغيرات والمتطلبات والمعايير والقوانين والسياسات والعلاقات التي تؤثر على مستوى التنمية البشرية والتنافسية والابتكار والتكنولوجيا والصحة والتعليم والثقافة والرياضة والفنون للدول العربية والدول الأخرى.
الحلول الاجتماعية
الحلول الاجتماعية تتعلق بتحسين الوضع الاجتماعي والثقافي والنفسي والعاطفي للعقول العربية والمجتمعات التي تتركها والتي تنتقل إليها. ومن بين هذه الحلول:
- تقوية الهوية والانتماء والولاء للعقول العربية التي تهاجر من الوطن العربي، وتوفير وسائل وقنوات ومنصات ومنظمات وبرامج ومشاريع وشراكات واتفاقيات ومبادرات وفعاليات وجوائز وتكريمات تربط العقول العربية بالوطن العربي وبالثقافة العربية وبالمجتمعات العربية، وتحمي هويتهم وانتمائهم وولائهم للوطن العربي وللثقافة العربية وللمجتمعات العربية، وتشجعهم على المساهمة والمشاركة والتأثير في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والعلمية في الوطن العربي.
- تحسين الاتصال والتواصل والتفاعل والتكامل والتعاطف والتضامن مع المجتمعات التي تتركها العقول العربية، وتوفير وسائل وقنوات ومنصات ومنظمات وبرامج ومشاريع وشراكات واتفاقيات ومبادرات وفعاليات وجوائز وتكريمات تربط العقول العربية بالأوطان والأهل والأصدقاء والثقافة واللغة والتاريخ والهوية التي تركوها، وتحمي علاقتهم وصلتهم وحنينهم وشوقهم إلى الأوطان والأهل والأصدقاء والثقافة واللغة والتاريخ والهوية التي تركوها، وتشجعهم على الدعم والمساندة والمشورة والمحبة والاحترام والتقدير من المجتماعات التي تركوها.
- تسهيل التحديات والصعوبات والمخاطر والفرص والمزايا والعيوب والمسؤوليات والحقوق والواجبات في المجتماعات التي تنتقل إليها العقول العربية، وتوفير وسائل وقنوات ومنصات ومنظمات وبرامج ومشاريع وشراكات واتفاقيات ومبادرات وفعاليات وجوائز وتكريمات تربط العقول العربية بالثقافة والقيم والمعتقدات والعادات واللغة والتاريخ والسياسة والدين والعلاقات الاجتماعية للمجتمعات التي تنتقل إليها، وتحمي حقوقهم ومصالحهم في المجتماعات التي تنتقل إليها، وتشجعهم على التعلم والتغيير والتطور والتنوع والتعدد والتكامل والتفاعل والتبادل والتعاون والتنافس في المجتماعات التي تنتقل إليها.
هل يوجد أحصائية عن هذه الظاهرة؟
نعم، هناك بعض الدراسات والتقارير التي تقدم أحصائية عن هجرة العقول من الوطن العربي وأسبابها ونتائجها وحلولها. وفقاً للتقرير الذي أطلقه المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع للمنظمة الدولية للهجرة، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ( الإسكوا) والمكتب الإقليمي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقد هاجر 32.8 مليون شخص أو أجبروا على النزوح من البلدان العربية في عام 2020 حسب التقديرات، بينما مكث 44 في المائة منهم في المنطقة.
وتشير دراسة أخرى صادرة عن إدارة السياسات السكانية والهجرة بجامعة الدول العربية إلى أن مجموع عدد الكفاءات العلمية العربية في الخارج يصل إلى مليون و91 ألفا و282 كفاءة علمية، وجاءت الجزائر في مقدمة أكثر الدول هجرة لعقولها البشرية بعدد 215 ألفاً و347 كفاءة، يليها المغرب بـ207 آلاف و117 كفاءة، ثم مصر بـ147 ألف كفاءة و835، فلبنان بـ110 آلاف و960 كفاءة، والعراق بـ83 ألفًا و465 كفاءة، وتونس بـ68 ألفًا و190 كفاءة، فيما تعد كل من سلطنة عمان وقطر الأقل من حيث عدد العقول والكفاءات البشرية المهاجرة منهما بإجمالي 1012 و1465 كفاءة على الترتيب
هل يوجد أي بيانات حول العقول التي تعود إلى وطنها؟
نعم، هناك بعض البيانات حول العقول التي تعود إلى وطنها بعد أن هاجرت إلى الخارج. وفقاً لدراسة أجراها مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، فإن نسبة العودة للعقول العربية المهاجرة تتراوح بين 5% إلى 10%، وتختلف باختلاف الدولة والتخصص والمستوى العلمي والمدة الزمنية للهجرة.
وتشير الدراسة إلى أن أهم العوامل التي تحفز العقول العربية على العودة إلى وطنها هي:
- الحنين إلى الأهل والأصدقاء والثقافة واللغة والتاريخ والهوية.
- الرغبة في المساهمة في التنمية والبناء والتطور والابتكار في الوطن العربي.
- الاستفادة من الفرص والمنح والدعم والتشجيع والتقدير والتكريم التي تقدمها الدول العربية للعقول العربية المعيدة.
- الاندماج في المجتمعات التي تنتقل إليها العقول العربية والتكيف مع الثقافة والقيم والمعتقدات والعادات واللغة والتاريخ والسياسة والدين والعلاقات الاجتماعية لها.
هذا ينهي مقالتي، والتي تناولت فيها موضوع هجرة العقول من الوطن العربي، وأسبابها ونتائجها وحلولها. أتمنى أن تكون مقالتي مفيدة ومثيرة للاهتمام وملهمة لك، وأن تساعدك على فهم هذه الظاهرة بشكل أفضل، وأن تشاركني رأيك وتعليقك وانتقادك واقتراحك عن مقالتي. شكراً لقراءتك وتفاعلك معي.
أعزائنا المشتركين الأعزاء،
نود أن نشارككم الإلهام والحماس الذي تجلبونه إلى قناتنا ما وراء الميكروفون كل يوم. نحن نقدر كل تعليق تتركونه وكل مشاركة تقومون بها، فأنتم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا المميز.
تعليقاتكم ومشاركاتكم لها قوة عظيمة في تحسين وتطوير محتوانا. إنها تساعدنا في فهم احتياجاتكم واهتماماتكم بشكل أفضل، وتمكننا من تقديم المحتوى الذي يستهويكم ويستفيد منه الجميع. إن تجاربكم ونصائحكم الشخصية قيّمة للغاية، وتساهم في إثراء مجتمعنا وتوفير تجارب متنوعة وممتعة للجميع.
لذا، نحن نشجعكم بشدة على التفاعل والمشاركة بكل ما لديكم. شاركوا بتعليقاتكم على الموضوعات وما أعجبكم فيها. اطرحوا أسئلتكم واستفساراتكم، ولا تترددوا في مشاركة نصائحكم الخاصة والتقنيات التي تستخدمونها.
نحن نؤمن بأن ما وراء الميكروفون هو مكان للتفاعل والتعلم المتبادل. بمشاركتكم، تساهمون في بناء مجتمع يتسم بالمشاركة والدعم المتبادل. تذكروا أن لديكم القدرة على إلهام الآخرين وتحفيزهم.
فلنتحدى بعضنا البعض للخروج من مناطق الراحة واكتشاف ما هو جديد ومثير في عالمنا. دعونا نتبادل الأفكار والخبرات، ونبني مجتمعاً قوياً يتعاون فيه الجميع لتحقيق تجارب استثنائية.
نحن ممتنون لكم جميعاً، ونتطلع إلى رؤية تعليقاتكم ومشاركاتكم المستقبلية. دعونا نستمتع سويًا بما وراء الميكروفون ونخلق لحظات لا تُنسى من خلال التعاون والتفاعل.
أطيب التحيات،
فريق ما وراء الميكروفون الغوص العميق في روايات الحياة مع جهاد حسن.